Tuesday, February 24, 2009

النور رجع


في مفاجأة أشبه بالصاعقة, أعلن يوم الاربعاء الماضي عن ان ضيف حلقة برنامج العاشرة مساءا على قناة دريم 2 هو أيمن نور زعيم حزب الغد بعد الافراج عنه اليوم. بالنسبة لي و كثيرون كانت الفرحة صادمة خصوصا عندما تفقد الأمل بشكل ما في خروج الرجل مع وجود العديد من اشارات التعنت من النظام الحاكم حول الافراج عن نور حتى لو صحيا في حين قد يفرج النظام عن العديد من المدانين في قضايا جنائية بدافع من طيبة قلب الرئيس الأب.

عندما بدأ البرنامج و طلت علينا منى الشاذلي بطٌلتها الذكية و ديباجة المقدمة الطويلة المملة أحيانا. لم تذهب عيني الى اي مكان اترقب الرجل الذي بدى في غايا الشحوب الا ان روحه لم تكن مهزوما خصوصا بعد تجربة السجن و التي أقل ما يقال فيعا هي انها تهد ركن أساسي في حريتك و كبريائك. كان هادئا الى حد بعيد مما استفز منى الشاذلي لسؤاله حول سبب هدوءه خصوصا انه معروف عنه هجومه الشرس في اي فرصة تسنح له ضد النظام. فجاء رده مقنع و هو انه في اخر مرة اجرى فيها حوار تلفزيوني , و هو بالمناسبة كان لنفس البرنامج في نفس القناة, كانت هناك حملة انتخابية و الأجواء مشحونة و هجوم من هنا و هناك و هو ما كان يضطره لشيء من الهجوم المضاد أما الآن فهو هاديء تماما, و هو من وجهة نظري المحضة انه الهدوء ما قبل البداية حينما يخطط المرء لشيء ما.

رجوع نور أغلب الظن سوف يخلق شيء من الحراك في الحياة السياسية مرة أخرى بعد ركود استولى فيه اساطين البيزنس و التجارة على مجرايات الحياة السياسية و الاقتصادية في البلاد مما اخمد البلاد فترة تم تمرير
العديد من القوانين ذات المصلحة دون اي تفاعل او اعتراض من المواطنين. أذكر نور في انتخابات الرئاسة الماضية عندما احتل المركز الثاني في معركة محسومة للرئيس ابو شفايف منفوخة و ابنه و مريديهما. و قتها انتخبت نور و جلست انتظر شيء من العاب القدر السعيدة ان تعلن انتصار ارادة الشعب و تغير الرئيس الذي اصبح في حكم المؤبد, سواء كان القادم نور أو غيره. الا ان وسواسي ضحك علي بملئ شدقيه و قالي لي انت, "يا أهبل يا ابن ال...... عايز حد يزيح الرئيس الحبوب الذي سوف يظل في الحكم مادام القلب ينبض؟؟!!".

الامور الآن مختلفة ورجوع ايمن نور مرة أخرى للواجهة كمرشح للرئاسة و خلافه صعب التخيل و ان لن يكن مستحيل. عليك فقط عزيزي القاريء ان تتذكر العام الماضي عندما وقف الأمن بجحافله امام مجموعة من الشبان الذين اعلنوا عن يوم السادس من ابريل كيوم تقوم فيه مصر باضراب يوصل صوت الشعب لساكني قصر العروبة. هؤلاء الشبان و على رأسهم نستطيع ان نذكر اسراء عبد الفتاح صاحبة الدموع الشريفة هم من كوادر حزب الغد و الذي بامكانك ان تتخيل كيف سينشطون في الفترة المقبلة عندما يجدون شخص ملهم بالنسبة لهم قد خرج من السجن و عاد للحياة مرة أخرى.

حزب الغد الآن بقيادة أيمن نور سيرجع الى الحياة خصوصا بعد تجربة مريرة اظهرت المعدن النفيس للبعض ظهرو كبديل حقيقي لأيمن نور في فترة غيابه ز كذراع قوية يستطيع الاتكاء عليها وعلى سبيل المثال لا الحصر نذكر زوجنه جميلة اسماعيل و ايهاب الخولي. ايضا نذكر اولئك الذين ظهروا على حقيقتهم الدونية مثل "الحج" صاحبة عربة الكبدة سابقا و عضو مجلس الشعب حاليا رجب حميدة, و موسى مصطفى موسى الذي لا يستحق منا حتى ان نشتمه!

عندما تنقطع الكهرباء عنك فترة طويلة و تعتاد عليها و انت مرغم على ذلك وتعود فجأة حتى لو اضاءة خافتة تجد نفسك تقول تلقائيا "النور رجع"

No comments: