Saturday, October 10, 2009

معجزة الخلق

في هذا اليوم من عام ماضي تزوجت.
في هذا اليوم من شهر مضى أصبحت أب.

مررت بتجربة حياتية شيقة في هذا العام. تمكنت لأول مرة من التعرف على تلك المشاعر الفطرية المتعلقة بالسكن في كيان آخر و هو الزوجة. تمكنت من الاجابة على سؤال كئيب يتعلق بكوني متزوج في وسن صغير نسبيا و ان كنت استطيع او لا القدرة على فتح بيت كما يقولون. و بستر من الله و وقوف زوجتي " حبيبتي" بجانبي استطيع ان أجزم اني بالفعل استطعت ان افتح البيت.

هناك تجارب في الحياة ليس شرطا ان تكون مررت بها في حياتك مسبقا حتى تكون محترفا بها. الحب, الزواج, الأبوة و الموت و أمور كثيرة أخرى.

أتذكر نظرات الرعب في عيون زوجتي عندما تأكدت لأول مرة انها تحمل في جسدها بذرة طفل. كان ذلك تسئلني بدون كلام, هل سوف نستطيع تحمل مسئوليته؟! لم يكن لدي اجابة مقنعة حيث ان اجاباتنا دائما تعمد على تجارب سابقة. الا اني يبدو ان اكتشفت ان الله عندما وهبنا الحياة و هبنا معها تلك الفطرة. فطرة التصرف و التعايش. لم يكن امامي سوى ان اساند زوجتي و نبدأ تلك الرحلة الشاقة بدنيا و معنويا على زوجتي و الصعبة نفسيا علي.

مرت الأيام و هي تجر الشهور و جائت لحظة الحسم و هنا مرة أخرى تنظر زوجني لي بنفس نظرات الرعب و تسألني بدون كلامات هل سوف ننجح في تجربة الولادة؟! مرة أخرى لم يكن لي سابق معرفة بهذه التجارب الا ان الله مرة أخر تتجلى قدرته مرة أخرة في تلك الفطرة البديعة. فطرة الالتصرف و التعايش.

قاموا بالنداء على اسمي و بشروني انني قد اصبحت اب. ارشدتني الممرضة بتتبعها حتى استطيع ان اقابل ابني للمرة الأولى.
لم تكن لي قدرة تذكر للسيطرة على خطواتي و انا في طريقي لمقابلة ابني لأول مرة في حياتي. و عندما رأيته لم يكن في الدنيا شيء أجمل بامكانه ان ينتشلني من هكذا شعور.

هنا انتابتني كل مشاعر الاجلال لقدرة الله ان هذا المخلوق الجديد شديد التعقيد قد انتجته انا و زوجتي من غير حول منا و لاقوة و كيف اننا كل يوم نمر بهذه التجارب دون ان نستشعر عظمة هذه التجارب. الانسان باستطاعته ان يصنع كرسي, سيارة أو حتى صاروخ الا انه لا يستطيع ان يصنع انسان و ينفخ فيه الروح.

معجزة الخلق هذه جعلتني اقكر في الحياة على اساس انها معجزة في حد ذاتها. كل يوم في حياتنا يخلق من جديد ,كل لحظة تخلق من جديد.

زوجتي و ابني .. شكرا لكما من دونكما لم اكن ابدا لأشعر بمعجزة الخلق

Saturday, August 15, 2009

ماذا لو كان أسدا؟؟


طالعتنا المدونات و مواقع الانترنت المصرية بكثير من الاخبار و التعليق حول ما قيل انه اساءة للرئيس المصري السابق محمد أنور السادات في أحد الأفلام الأمريكية.

المشهد المثير للجدل كان يضم صديقين يتمشيان في أحد الحدائق الأمريكية عندما سئل أحدهما الآخر و كان يملك كلبا ما هو اسم كلبك, فرد عليه اسمه أنور السادات, على اسم رئيس مصري سابق. و عندما سئله صاحبه مرة أخرى متعجبا و لماذا هذا الاسم بالتحديد, هل انت تحب السياسة أم تحب الرجل ذاته؟؟ فأجابه صاحب الكلب لا, هو فقط ان وجة أنور السادات يشبه وجه كلبه فأطلق اسمه عليه!!

حسنا قبل ان اكمل ابعد من هذا اريدك فقط ان تعلم ان رايي في هذا الموضوع انه مجرد سفالة و قلة أدب.. و لكن لي عدة نقاط أحب أن أطرحها هنا فقط على سبيل الطرح..

اذا تابعت الفيلم من أوله و تابعت شخصياته ستجد أن الشخص صاحب الكلب هو مجرد شخص بامكانك ان تصفه بمنتهى الاطمئنان انه معتوه أو ان له آراء تتصف بالغرابة بعض الشيء

عادي جدا عند الأمريكيين و الغرب عموما ان يسلخوا الرؤساء و الملوك بالكثير من الالفاط التي قد نعتبرها خارجة عن النص. مع هذا مثير جدا للجدل اختيارهم لاسم رئيس مصري سابق. اشمعنى يعني؟؟

ايضا من ضمن كل الرؤساء العرب اختارو الرجل الذي كان أكثر رؤساء العالم ميلا للمعسكر الأمريكي و الذي كان يوصف دائما من قبل الأمريكيين بانه رجل السلام في الشرق الأوسط, مرة أخرى أشمعنى؟؟

نقطة أخيرة في هذا الموضوع. عليك عزيزي القارئ أن تعرف ان هناك اختلاف ثقافات يجعلنا نحن و الأمريكيين نفهم الموضوع بشكل مختلف. الكلب عند الأمريكيين هو حيوان بيتي اليف مثل القطط عندنا في مصر و لا يكنون له تلك المشاعر الموجودة عند معظم المصريين من انه حيوان و نجس و هكذا. لذالك اطلاق اسم الرجل على الكلب عند الأمريكيين يختلف تماما عند المصريين؟؟

و الآن مع السؤال عنوان هذه التدوينة. ماذا لو كان أسدا, ماذا لو كان الحيوان الذي يحمل اسم انور السادات في الفيلم كان أسد و ليس كلبا؟؟

زوجتي قالت ان الصحف القومية المصرية كانت ستخرج ثاني يوم لتقول "ألأمركيين يكرمون السادات في أحدث أفلامهم"

و شكرا..




Thursday, July 16, 2009

الكتلة الحرجة

أكاد اتذكر و انا لازلت في النصف الثاني من الصف الأول الثانوي , عندما كان لعقلي شبق معرفة أي شيء و كل شيء, مدرسة الكيمياء الرائعة السيدة عفت و التي كان لها ذلك الاسلوب الرائع في ايصال المعلومة للعقول النضرة و دعمها بمعلومات عميقة من خارج المقررات العقيمة.

كنت مهتم بشدة بفصل الكيمياء النووية لانبهاري الدائم بتلك القنبلة الخرافية التي تحدث تدميرا طاغيا و لازالت اثارها عالقة في الاذهان من ساعة تجربة هيروشيما و نجازاكي في الحرب العالمية الثانية.

النقطة التي لا تزال راسخة في ذهني حتى هذه اللحظة هو مصطلح " الكتلة الحرجة " و هي اللحظة التي يصل فيها عنصر اليورانيوم او البلوتينيوم الى مرحلة الانشطار التي تحدث هذا الانفجار الهائل و لايمكن العودة الى مرحلة سابقة. هذه اللحظة أو الكتلة تحتاج لكثير من عوامل التحفيز.

هذه المقدمة الطويلة المملة بهدف ايصال توضيح حول ما يحدث الآن في بر مصر.

مصر يجلس على قمة الهرم الرئاسي فيها الان شخص وصل من العمر الى ارزله و اصبح مساعديه و حراسه يساعدوه لصعود بعد السلم بشق الانفس.

و ابن لا يمتلك من حطام الدنيا اي موهبة غير انه الابن, ينتظر بمنتهى فارغ الصبر الى الاستيلاء على الامبراطورية التي سيخلفها ابوه له بعدما استوت و تهيأت له.

و طبقة لا ينام نهمها ابدا و اصبحت و امست في كثير من الكلام حول زيادات كبيرة في رأس مالها عن طريق الاختلاط بالسياسة والسلطة من خلال الابواب الخلفية.

طبقة متوسطه متعلمة و عاملة بدأت تتلاشي و تضمحل حتى اضحت على مشارف الفقر عالقة في أمال واهية عن توفير لقمة خبز يشبع و
كوب ماء نظيف و نسيت اي اهتمامات وطنية الا مباريات الكرة.

طبقة من الفقراء و هم طبقات تنحدر من الفقر الخفيف الى النوع المدقع و هم دائما يتحدثون بلغة " حين ميسرة" حيث ليس في الوقت الحاضر سوى الوعود المسوفة, و يتمنون من غدا اما يحمل لهم اما الموت او كسرة خبز تسكن جوعهم.

طبقة المثقفين الواعين للقضايا الوطنية الا انهم ليس في يديهم الا الكلام مثلما افعل انا الآن ولن يستطيعوا تنظيم جهدهم في عمل يدفع الى طريق الخلاص.

كل تلك الأمور تدفعني للجنون و الاعتقاد باننا على حافة الهاوية و اننا اقترنا أكثر من نقطة الانفجار.

Thursday, June 25, 2009

السعادة تبقى اييه ؟؟

كان هذا السؤال عنوان لأغنية ليسرا في فيلم حرب الفرولة.

أحداث الفيلم كانت تدور حول الحصول على السعادة. سامي العدل كان يقوم بدور رجل أعمال شديد الثراء يمتلك من المال ما يجعله غنيا طوال عمره من دون حتى ان يعمل. مع هذا كانت لديه مشكلة حقيقية في الحياة و هي عدم الشعور بالسعادة!

يسرا و محمود حميدة اثنان من الفقراء الذين يشعرون بشئ خفي من السعادة ترميهم الأقدار في طريق الرجل الثري حيث يبحث هو عن السعادة عن طريق تجارب جديدة في حياته قذ تدخل شيء من البهجة عليه مستعينا بالزوجين الفقراء في مقابل مبلغ من المال يعتقدون انه بكل تأكيد سيؤمن لهم السعادة المرجوة.

الفيلم هنا ليس يهمني منه سوى فكرة الحصول على السعادة ومما يعلق في رأسي هي الأغنية التي تغنت بها يسرا و هي تسأل عن السعادة. العنوان هنا يغريني بالبحث عن السعادة.

هناك العديد من الناس الذين يؤمنون ان السعادة هي في شئ أو اكثر مما يلي:

الحب
المال
البنين
القوة
النفوذ
التدين
العلم
العمل

و أشياء أخرى قد تكون فرعية مما ذكرت سابقا

لي نظرية أسمحوا ان اعرضها عليكم. بعض الناس يحققون ثروة هائلة لكن لا يمتلكون السعادة. هناك من يحققون تقدم هائل في أعمالهم و وظائفعم دون الاحساس بأي تقدم و لا يشعرون باي كمية من السعادة.

في نفس الوقت اجد بعض الناس ليس لديهم ما يكفيهم من القوت و مع ذلك يشعرون بشيئ من السعادة في أبسط الاشياء حولهم. من خلال اختلاطي بصنوف متعددة من البشر أصبحت على يقين تام بان السعادة هي في القناعة.

السعادة = القناعة

حول ان تتخيل معي ان تملك كمية كبيرة من المال مع ذلك ينتابك شعور ان ذلك لا يكفي وان يجب ان تحصل على الأكثر حتى تصل الى الاقتناع او دعني أقول القناعة الذي تضمن لك الشعور بالسعادة. أيضا حاول تخيل انك تمتلك عملا رائعا و ظروف عمل مشجعة على الابداع و الاتقان, لكن دائما ما تضع شخصا ما في مقارنة معاك و رغم ان كل الناس يحسدونك على التقدم المبهر التي تحدثه في حياتك العملية الا انك تجد شبح الشخص الاخر يقوم بما هو افضل منك لذا لن ترضى او تقتنع بما تقوم به وتشعر بالسعادة. اولئك الذين رزقهم الله بالاولاد لا يقدرون نعمتهم التي لم يقدرها الله لاناس غيرهم و هم دائما يشتكون من اولادهم و يضعونهم موضع المقارنة مع الأخرين و لا يشعرون ابدا بالسعادة.

و الآن مع الوصفة السحرية للسعادة و التي لا ادعي اختراعها.

"مهما كان ما لديك فأنت أفضل من كثير مما ابتلى الله به الناس. القناعة بما اعطيت في هذه الحياة يجعلك تشعر بسعادة القليل و عدم الرضا الدائم يضيع سعادة الكثير من بين يديك"


و شكرا


Tuesday, June 23, 2009

المولد

في المولد ...
ناس بتزمر
و ناس بتطبل
و ناس ترقص رقصة التنورة و ناس و ناس
المهم انك في المولد تهيص!!

هذه التدوينة هدفها الاساسي هو الافراج عن بعض الكبت المسجون بداخلي من بعض المظاهر التي حصلت في الآونة الأخيرة و التي جعلتني فعلا أصدق نظرية اننا اصبحنا نعيش في مجتمع يقدس ثقافة المولد!

سأمر في هذه التدوينة بتجربتين لا زالت أصداؤهما تعيشان معنا هذه اللحظة.

التجربة الأولى: وفاة الطفل محمد علاء
طبعا اذا لم أكمل اللإسم لن تعرف انه محمد علاء مبارك حفيد الرئيس و بالتالي لن تهتم مع انه وفاة اي محمد علاء يجب ان تشعر معها بالاسى. ما حدث في هذه التجربة يجعلك تقف امام عذة تجارب إنسانية شديدة التعقيد. موت الصبي الصغير لم يمنع الناس من التعاطف الشديد مع الأب و الجد و الجدة رغم كل المعارضة و الكره الذي يحمله الشعب تجاه الأسرة الحاكمة في مصر. حاول ان تتخيل معي انه حتى شخص مثل ابراهيم عيسى و ما أدراك ما هو ابراهيم عيسى لقصر العروبة, قام بتعزية الرئيس و قال ان الرئيس في مثل هذا الموقف الصعب يجب ان يعرف أن المعارضة قبل الموالاة معه في هذا الظرف الصعب. الشعب بلا استثناء انتابته حالة من الحزن لان المصريين يؤمنون أن الموت هي المصيبة التي ليست كمثلها مصيبة. الموت له هيبة!

الموضوع بدأ في الأول على اساس شائعة بدأت منذ اشاعة خبر مرض حفيد الرئيس و اهتمام جدته المباشر به مما كان يوحي ان الموضوع يقلق. ثم في اليل تولت الجزيرة و هيئة الاذاعة البريطانية و حتى الصحف الجزائرية نشر الخبر, وفاة حفيد الرئيس. نحن هنا في مصر استيقظنا على صباح الخير يا مصر و لا أحد يعرف أي شيء ثم بعدها بفترة بعد ان عرف العالم كله الا المصريين, اذاعو ان الرئيس يحتسب عند الله حفيده محمد علاء مبارك!!!

الأمر بشكل أو بأخر يجعل تتساءل "أومال لا قدر الله حصلت وفاة الرئيس ايييه اللي هيحصل, هيكتموا على الخبر لحد امتى؟؟"

النكبة لم تنتهي الى هنا. أعلن في مصر الحداد الرسمي على وفاة الطفل محمد علاء لمدة ثلاثة ايام و هنا يجب ان تتساءل لاقدر الله اذا توفى حفيد اي احد من المواطنين سنقوم بعمل حداد وطني؟! التليفزيون لا يقوم باذاعة شيء الا الاغاني الدينية(طيب حتى خلوها قرآن!!)
هذا الاستخفاف بما هو للدولة و ما للمواطنين من حقوق يجعلك تتخيل ان من يقرب للسيد الرئيس و هو في الأول و الأخر موظف بدرجة رئيس و لا يصح ان يتم التعامل مع عائلته على اساس انها عائلة مقدسة أو ملكية, بحيث لو أصاب احد افرادها شيء لا قدر الله كان الحدث شيئا قوميا !!

طبعا كلكم تتذكرون الاداء الاعلامي الذي كان في منتهى السوء. الاعلام الذي اهتم فقط بمشاطرة الرئيس الاحزان و لم يهتم بنقل الحقيقة المجردة من ما حصل للحفيد الفقيد. و لكن لي بالذات ذكرى مع تامر أمين في البيت بيتك, حينما شرح لنا جميعا لماذا حالة الحزن العام في مصر و قال ان الرئيس حسني مبارك يقف مع الكل في أزماتهم و في مثل هذه الظروف حري بنا ان نقف كلنا معه في هذا المصاب الجليل.
بالاضافة لاستضافة فضيلة المفتي للتحدث عن الموت و يبكي الفقيد في منظر جعلنا جميعا نمتعض من كل هذا النفاق الذي يستخدمه الجهاز الاعلامي للدولة!!


التجربة الثانية: زيارة أوباما
أعرف اننا عبيد احسان امريكا و ان القرار في مصر في كل كبيرة و صغيرة لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتعارض مع ما ترسمه الولايات المتحدة الامريكية و توافق عليه اسرائيل. لكن ان تصل تلك المهانة الى ان يتم شل حركة الشعب بحاله حتى تمر زيارة السيد الرئيس الضيف ولي نعمتنا على خير فذلك من عجائب الأمور. هناك سؤال يلح علي بشدة. هل لو حصل في يوم من الأيام و شاءت الأقدار ان يلقي مبارك كلمة في جامعة هارفارد مثلا في أمريكا, هل سيجرؤ أحد على غلق شارع أو اشارة واحدة لموكب فخامته؟؟!!

مادامت الاجابة هكذا, لماذا هذا الذل الذي عانا منه أكثر من نصف سكان القاهرة في يوم الخميس المقدس يوم زيارة الرئيس المنتظر. ؟؟!! قال لي الميكانيكي ليلة الزيارة "منه لله اوباما مش هعرف اجي الشغل منه بكرة" رددت عليه " العيب مش في اوباما العيب فينا احنا. احنا اللي بنعمل كده في الناس علشان خاطر حد حيجي يقول كلمتين و يروح بلدهم" فوافق على رأي باماءة من رأسه.

ذلك لم يكن الا جزء من المولد الأمريكانلي. أتذكر عندما اعلن البيت الابيض لاول مرة عن انه قد وقع القرار على العاصمة المصرية لتكون منبر يخاطب من خلاله هاصت كل وسائل الاعلام الحكومية على ان هذا الاختيار يثبت ان مصر لازالت هي دولة الريادة الذي يحترمها و يقدرها الجميع و ان الرئيس مبارك هو الخبرة الكبيرة التي يتطلع الجميع الى السماع الى خبرته في المنطقة!! نفس المنابر الاعلامية المتهالكة لم تنفض يدها عن الغرف في التحليل و التمحيص في الخطاب المنزل من قبل الرئيس الامريكي!!

مرة أخرى كان الاعلام قد اساء الى المصريين بشكل مجحف, عندما استظرف أخف اخواته تامر أمين و قال معقبا على الالجراءات الامنية المشددة في منطقة الزمالك و الدقي و الجيزة عموما. " يعني محدش ياخد العيال و يروح بيهم مثلا جنينة الحيوانات يوم الخميس, كده يبقى أذكى اخواته " تخيل معايا كده مذيع مرتبه من ضرائبنا يحدد لنا كيف نتصرف و يخبرنا بما يجب و لا يجب و يحرمن من حقنا الطبيعي في الذهاب الى حديقة الحيوانات!!

أخيرا لفت احد المواطنين "المفتحيين" انهم اي الحكومة لم تتطلب من الموظفين في الدولة أو القطاع الخاص باخذ يوم الزيارة كـاجازة رسمية علشان ميبقاش شكلهم وحش امام الاجانب و وكالات الانباء العالمية!! مع ان اي انسان عادي في مثل هذه الظروف هيقصر الشر و ياخدها اجازة.

الم اقل لك عزيزي القارئ ان ثقافة المولد قد تمكنت فعلا منا



Sunday, March 15, 2009

واحد .. صفر


وصلت متأخرا قليلا على بداية الحفل, الا اني أخذت مقعدي بسرعة حتى أستطيع أن اتابع فيلما رشحه الكثير من الأصدقاء لي كفيلم متميز, طبعا غير الكثير من النقد الجيد من المتخصصين في هذا المجال. الفيلم بصفة عامة يعتبر فيلم من كلاسيكيات السينما المصرية حتى و أن كان لازال عدد أيام عرضة قليلة. أحببت الفيلم من صميم قلبي و ذكرني بأخرى مرة أستمتعت فيها بفيلم في السينما و هو الفيلم الأمريكي فارس الظلام و أرشح الفيلم الحالي "واحد صفر" لأي شخص مثلي يعتبر نفسه من عشاق الفن السابع مثلي.

من فضلك إذا لم تكن قد شاهدت الفيلم أنصحك بعدم إكمال التدوينة حتى لايفوتك الكثير أو أحرق عليك هذا الفيلم الرائع.

· المخرجة الرائعة كاملة أبو ذكري تقدم في هذا الفيلم تقدم تكنيكا جديدا في السينما المصرية لأول مرة و هو الكاميرا المحمولة طوال الوقت حتى داخل الأستديو! مما أعطى الفيلم صورة شديدة الواقعية و كأنها تصوير حي لمشاهد من حياتنا اليومية. أيضا الإضاءة و إختيار الأماكن "اللوكيشن" كان يجعلك تتخيل و كأنك أمام صورة بديع لمايكل أنجلو. أيضا لك أن تتخيل ان تنزل مخرجة و طاقمها ذات الأغلبية النسائية في الشوارع لتصوير مشاهد حية من قلب الحياة المصرية و حتى ليلة المبارة النهائية في كأس الأمم الأفريقية الأخيرة.

· السناريست الشابة "مريم ناعوم" , رغم انه العمل الأول لها الا انها ابدعت الى حد بعيد. لغة الحوار حية و صادقة الى حد بعيد بالإضافة الى الحبكة في أخر الفيلم و التي جمعت كل الشخصيات المتفرقة في مكان واحد و مشاعر واحد.

· الممثلون كانو أكثر من رائعين في آدائهم الصادق لكن كان أكثرهم ابهارا في الأداء على الإطلاق كان حسين الامام و انتصار! أيضا ضابط الشرطة الشاب و الولد بتاع السندويتشات, كلها مواهب مقنعة و لهم مستقبل واعد.

· الفيلم يدور في إطار زمني ضيق, يوم واحد و هو يوم المبارة النهائية في كأس الأمم الأفربقية. مع هذا كانت المشاكل و معالجتها الدرامية في شيء من التفصيل شيء في منتهى التشويق و الاثارة.

· استطاع الفيلم ان يعبر عن الظاهرة الغريبة في حياة المصريين, حيث انه رغم ما يمر به المصريين من كل مشاكل الدنيا الا انهم ينسون الدنيا و يفرحون فرحة هيستيرية بفوز منتخبهم الذي أصبح و بشكل أو بأخر يمثل لهم المنفذ الوحيد, و الأمل المتبقي للسعادة حتى المؤقتة. الممثلون الذين كل منهم يمثل شخصية في مشكلة أو مأزق شديد كلهم بلا إستثناء فرحوا و إندمجوا في فرحة الناس الغامرة!


أخيرا ليس لي أن أصف الكثير لأن الكلمات لا يمكن أن تصف حلاوة الصورة و الأداء الصادق و المتميز لكل المشاركين في هذا العمل الرائد و الرائع. أتمنى لكم مشاهدة ممتعة.

Wednesday, March 04, 2009

فلسطين .. نزيف دائم

في أثناء كتابة هذه السطور يقطع التليفزيون المصري الرسمي برامجه للانتقال الى اذاعة خارجية من شرم الشيخ "كامب ديفيد مصر و المصريين" لنقل مؤتمر دولي حول اعمار غزة.

يجرني هذا لاجترار ذكريات قريبة بعيدة حول ما حصل في غزة من أكثر من شهرين:

· كان يوم سبت "المفروض أجازة عند اليهود" و كان لي بعض الارتباطات لكي أؤديها. شاهدت شريط الأخبار الذي يتحدث عن عملية عسكري إسرائيلية في قطاع غزة. الى هنا الأمر عادي بالنسبة لاني اعتدت على سماعه بشكل شبه يومي. أظن ان احاسيسي قد تبلدت بشكل ما.

· في أخر النهار عند عودتي من الخارج و متابعتي للاخبار, و جدت عدد القتلة قد ارتفع الى اكثر من ثلاثين شخص و هو ما يفهمك ان ما يحدث في غزة هو أكبر من أن تكون عملية بلطجة يومية من تلك التي عودتنا عليها القوات الاسرائيلية.

· بعد مرور عدة أيام و استمرار الضرب الاسرائيلي الشرس للضحايا العزل و التغطية الاخبارية المستمرة من قناة الجزيرة و الحديث شبه اليومي في برامج التاك الشو المسائية عن الوضع في غزة, اصبح متعارف على ما يسمى بعداد الشهداء و هو الخبر الأول الذي يستهل به شريط الأخبار في أسفل شاشة التلفاز حول عدد الشهداء الفلسطينين حتى اللحظة.

· في أول صلاة جمعة, لم يكن الخطيب ليختار موضوع آخر عن موضوع الساعة, حصار و ضرب غزة. طبعا كان ذكر الجهاد و فعل أقل الايمان تجاه أخوتنا في غزة و هو الدعاء و دعمهم المعنوي و المادي و كلام تقليدي في مثل هكذا ظروف. الكلام الغير تقليدي في هذا الموضوع هو عندما قال الشيخ بصورة لا مجال فيها للشك, اننا وصلنا لهذا الضعف و الهوان لاننا قادتنا المسئولين عنا لم يهتموا بنا و بما يهمنا انما اهتموا بما يكسبوه أو يريدوا أن يورثوه للأبناء, و لو اننا أختارناهم "ديموقراطيا" لما كان هذا حالنا. هنا لم أصدق أذني ما أسمع. الشيخ يقول هذا اللفظ الغير عربي الأصل على المنبر في خطبة صلاة الجمعة!! لم أتمكن أن امنع نفسي من الانبهار بما قاله الرجل و من الاشارة الخفية في طيات خطبته الغراء.

· بدأت الضرب في غزة يأخذ شكل آخر. هناك مأساة حقيقة من قتلة و مصابيين لا يجدون العلاج على الارض, و صراع سياسي تتجاذبه أطراف داخل و خارج فلسطين. الفتحاويون يقولون أن الحمساوييون هم من كبدو أهل غزة هذا العناء لانهم انسحبوا من الهدنة و يرد الحمساوييون انهم ليسوا خونة و أنهم سيدافعون عن القضية الفلسطينية حتى آخر قطرة دم!! دم للأسف كان بريئا لست تعرف بالضبط بأي ذنب سال.

· و خارج فلسطين كان هناك في المناخ العربي المحيط الذي كان يجب أن يكون من أهم أولوياته الدفاع عن أولئك الفلسطين العزل الذين يقتلون على مرءا من العالم, الا انه كعادتنا في مثل هكذا خطوب ادرنا ظهرنا لما هو مهم و قسمنا الوحدة لفريقين كلاهما عميل لأطراف أجنبية! و بدل القمة أقام العرب قمتين و من حضر هذه القمة لا يحضر القمة الأخرى!

· الاعلام كان له اليد العليا في هذه الحرب الجانبية. الجزيرة رغم تغطيتها شبه الممتازة وقعت في بعض الأخطاء الغريبة مثل أن تجد أحد مراسليها في قلب الأحداث يستحث فلسطيني مكلوم حول أطفاله المصابيين للحديث حول المعبر المغلق عن طريق المصريين, مما يدعو لبعض الشك في الرساله النهائية للجزيرة لتلك المتابعة للأحداث.

· في الطرف الآخر, تجدنا هنا في مصر أم الدنيا نواجه الصلف الاسرائيلي بالخطبة الخالدة للزعيم الخالد عن طريق برومو يأتي ببعض المقتطفات من حديث الرئيس عن انه يحمل الاسرائيلين حماية الشعب الفلسطيني من واقع ان الاسرائيلين قوة محتلة "حسب القانون الدولي". اااه لو يعرف المسؤليين في التليفزيون المصري عن رد فعل الجمهور العادي البسيط الذي يشاهد مثل هذه الكلمة بعد كل مشهد ملوث باللون الأحمر.

· مشهد آخر من اعلامنا القبيح لا أستطيع ان افوته هنا و هو الأخوين الحلويين في في روز اليوسف, تلك الجريدة التي خرجت عظماء العمل الصحفي في هذا البلد و التي دار عليها الزمن لتقع في براثن ناس من قبيل كرم و كمال! أحدهما عمل تحقيق صحفي و أسماه العصابة و اتى في بداية "التحقيق" بصور كل من بشار الأسد, حسن نصرالله و أحمدي نجاد!!! و الأخر علق على عدم إستخدام مصر كارت سحب السفير من تل أبيب كشيء من الضغط على اسرائيل بأنه يجب أن تظل هناك شيء من قنوات الحوار مع تل أبيب لحل هذه الأزمة و انهم بالتأكيد يستمعون لنا!! "بالفعل عندما أمرهم رئيسنا توقفوا فورا". هذا ابسط مثال للاعلام الموجه.

· من الأمور المثيرة للسخرية في هذا الموقف الدامي ان صحفنا القومية لم تكتف ابدا بتضخيم جهود قائدنا العظيم في الأزمة و الذي كان في إجراء بعض المكالمات التليفونية الدولية. "أكيد الفاتورة هتبقى كبيرة شوية". أيضا فكرة ان نبحث حول تعميير غزة قبل انهاء المشكاة الحقيقة لغزة يعتبر شيء من الدراما السوداء المبكية فما فائدة أن تبني بنى تحتية و مدارس و مستشفيات و منازل مادام بامكان دبابة أو طائرة إسرائيلية بأوامر مباشرة من ضابط صغير الرتبة أن تدمر كل هذا في طرفة عين!! و كأن رسالتنا لإسرائيل هي "دمري يا إسرائيل و أحنا نصلح".

· من الصور التي تجعلك تشمئز من الاعلام بشك عام هو تلك التغطية التي قام بها الاعلام الغربي و هي عن اقتناعهم بان الاسرائيلين يطاردون الكوادر الارهابية من حركة حماس و تقوم بقتلهم و مثل ان يقول أحدهم انه يتفهم أن يسقط صاروخ "فلسطيني" يهدد حياته و حياه أولاده و انه يتفهم حق اسرائيل الكامل في الدفاع عن نفسها و عن سلامتها!!

· أخيرا و انا اكتب هذه السطور فاني اعلن اني نسيت روح الجهاد و الدفاع عن الوطن التي انتابتني اثناء هذه الأحداث الوحشية و رجعت الى حياتي اليومية الاستهلاكية الخانقة و كأن شيء لم يكن.

يبدو أن فلسطين دائما تمثل لنا جرح لا يندمل ذلك انه حتى لو توقف العمليات العسكرية المميتة ضد هذا الشعب الوحيد الأعزل فانه لا يزال محاصر مهدمة روحه و منازله يعيش في سجن مفتوح دونما اي امل يلوح في الأفق.

يا رب نشكو اليك ضعف قوتنا و هواننا على الناس. يا رب رحمتك.

Tuesday, February 24, 2009

النور رجع


في مفاجأة أشبه بالصاعقة, أعلن يوم الاربعاء الماضي عن ان ضيف حلقة برنامج العاشرة مساءا على قناة دريم 2 هو أيمن نور زعيم حزب الغد بعد الافراج عنه اليوم. بالنسبة لي و كثيرون كانت الفرحة صادمة خصوصا عندما تفقد الأمل بشكل ما في خروج الرجل مع وجود العديد من اشارات التعنت من النظام الحاكم حول الافراج عن نور حتى لو صحيا في حين قد يفرج النظام عن العديد من المدانين في قضايا جنائية بدافع من طيبة قلب الرئيس الأب.

عندما بدأ البرنامج و طلت علينا منى الشاذلي بطٌلتها الذكية و ديباجة المقدمة الطويلة المملة أحيانا. لم تذهب عيني الى اي مكان اترقب الرجل الذي بدى في غايا الشحوب الا ان روحه لم تكن مهزوما خصوصا بعد تجربة السجن و التي أقل ما يقال فيعا هي انها تهد ركن أساسي في حريتك و كبريائك. كان هادئا الى حد بعيد مما استفز منى الشاذلي لسؤاله حول سبب هدوءه خصوصا انه معروف عنه هجومه الشرس في اي فرصة تسنح له ضد النظام. فجاء رده مقنع و هو انه في اخر مرة اجرى فيها حوار تلفزيوني , و هو بالمناسبة كان لنفس البرنامج في نفس القناة, كانت هناك حملة انتخابية و الأجواء مشحونة و هجوم من هنا و هناك و هو ما كان يضطره لشيء من الهجوم المضاد أما الآن فهو هاديء تماما, و هو من وجهة نظري المحضة انه الهدوء ما قبل البداية حينما يخطط المرء لشيء ما.

رجوع نور أغلب الظن سوف يخلق شيء من الحراك في الحياة السياسية مرة أخرى بعد ركود استولى فيه اساطين البيزنس و التجارة على مجرايات الحياة السياسية و الاقتصادية في البلاد مما اخمد البلاد فترة تم تمرير
العديد من القوانين ذات المصلحة دون اي تفاعل او اعتراض من المواطنين. أذكر نور في انتخابات الرئاسة الماضية عندما احتل المركز الثاني في معركة محسومة للرئيس ابو شفايف منفوخة و ابنه و مريديهما. و قتها انتخبت نور و جلست انتظر شيء من العاب القدر السعيدة ان تعلن انتصار ارادة الشعب و تغير الرئيس الذي اصبح في حكم المؤبد, سواء كان القادم نور أو غيره. الا ان وسواسي ضحك علي بملئ شدقيه و قالي لي انت, "يا أهبل يا ابن ال...... عايز حد يزيح الرئيس الحبوب الذي سوف يظل في الحكم مادام القلب ينبض؟؟!!".

الامور الآن مختلفة ورجوع ايمن نور مرة أخرى للواجهة كمرشح للرئاسة و خلافه صعب التخيل و ان لن يكن مستحيل. عليك فقط عزيزي القاريء ان تتذكر العام الماضي عندما وقف الأمن بجحافله امام مجموعة من الشبان الذين اعلنوا عن يوم السادس من ابريل كيوم تقوم فيه مصر باضراب يوصل صوت الشعب لساكني قصر العروبة. هؤلاء الشبان و على رأسهم نستطيع ان نذكر اسراء عبد الفتاح صاحبة الدموع الشريفة هم من كوادر حزب الغد و الذي بامكانك ان تتخيل كيف سينشطون في الفترة المقبلة عندما يجدون شخص ملهم بالنسبة لهم قد خرج من السجن و عاد للحياة مرة أخرى.

حزب الغد الآن بقيادة أيمن نور سيرجع الى الحياة خصوصا بعد تجربة مريرة اظهرت المعدن النفيس للبعض ظهرو كبديل حقيقي لأيمن نور في فترة غيابه ز كذراع قوية يستطيع الاتكاء عليها وعلى سبيل المثال لا الحصر نذكر زوجنه جميلة اسماعيل و ايهاب الخولي. ايضا نذكر اولئك الذين ظهروا على حقيقتهم الدونية مثل "الحج" صاحبة عربة الكبدة سابقا و عضو مجلس الشعب حاليا رجب حميدة, و موسى مصطفى موسى الذي لا يستحق منا حتى ان نشتمه!

عندما تنقطع الكهرباء عنك فترة طويلة و تعتاد عليها و انت مرغم على ذلك وتعود فجأة حتى لو اضاءة خافتة تجد نفسك تقول تلقائيا "النور رجع"

Sunday, February 22, 2009

زيارة لمعرض الكتاب - قصاقيص الجزء الثاني


في الزيارة الثانية لمعرض القاهرة كانت لي تطلعات كثير. منها على سبيل المثال حضور الندوة الخاصة بكتاب روايات مصرية للجيب و أن أحصل على الكتاب الجديد للعبقري جلال أمين. سأحاول أن الخص زيارتي الثانية في النقاط التالية:

· من جديد و كعادتي متأخر. الجو شديد الحرارة في يوم تسطع فيه الشمس في كبد السماء و أنا متأخر عن الساعة الثانية عشر, حيث ميعاد ندوة خاصة لكتاب روايات مصرية للجيب و كانت تضم الكتاب المؤثرين في حياتنا المراهقة و هم د. نبيل فاروق مؤلف رجل المستحيل هي احدى أشهر الرويات المسلسلة في تاريخ الروايات العربية و ملف المستقبل و اخريات. أيضا كان هناك المؤلف الرائع د. أحمد خالد توفيق صاحب سلسلة روايات ما وراء الطبيعة و فانتازيا و صاحب رواية يوتوبيا و أخريات.

· ايضا كانت تضم الندوة عددا من الكتاب الشبان أصحاب المستقبل المشرق في فن الكتابة و هم على غير ترتيب محمد سليمان , تامر ابراهيم و اخيرا محمد فتحي و الذي كان يقوم بدور مدير الندوة.

· عندما عبرت بوابة المعرض بدأت رحلة البحث عن مكان المقهى الثقافي الذي يستضيف الندوة و للقصور في امكانيات التوضيح في معرض الكتاب و التي تتطلب منك ان تكون خبير بالمكان قدر الاستطاعة حتى تصل الى مرادك من الكتب و المعروضات. المهم وفقني الله بلطفه ان اصل للمكان و أنا متأخر ربع الساعة و كان ينتظرني مفاجاة كبيرة عندما وجد المكان المسمى بالمقهى الثقافي ممتلئ عن اخره بكميات كبيرة من الناس أكثرهم من الشباب و المراهقين المتأثرين بشكل كبير بكتابات نبيل فاروق و أحمد خالد توفيق.

· المهم وجدت نفسي أفعل مثل معظم المصريين المضطرين على التعامل مع ثقافة الزحمة, و جدت نفسي ازاحم . شعرت ساعتها ان الزمن رجع بي لزمن كنت فيه طفل صغير و فغرت فمي مشدوها و فرحا بشكل غريب.

· و قفت نحو الساعة و النصف و لم أشعر أبدا بالتعب قدر شعوري بالسعادة و انا اتابع الكتاب الذين يمثلون الماضي الجميل لي و أيضا الكتاب الذين يمثلون الكتابة سواء كانت مقروءة أو مرئية سينمائيا.

· من الآراء الرائعة التي أعجبتني بشكل كبير كان رأي لتامر ابراهيم تحدث فيها عننا كشعوب عربية و اسلامية نعيش في معزل عن الواقع. استشهد في ذلك بالحملة الاعلامية الشديدة التي شنها البعض لمحاربة اسرائيل و أمريكا مستعينين في ذلك ببرامج مثل الفوتوشوب و هو أمريكي الصنع ونشر رسائل هنا و هناك عن مقاطعة البضائع الامريكية والاسرائيلية عن طريق الانترنيت و هو اختراع ليس اسلاميا الى حد بعيد , دون ايجاد البديل لها و دون العمل الحقيقي لعمل نهضة تجعلنا نشعر بالاكتفاء الذاتي.

· كان من أشد ما باغتني بشكل كبير هو اعلان كل من نبيل فاروق و أحمد خالد توفيق عن انتهاء اصدار سلسلة الروايات الشهيرة لكل منهما. نبيل فاروق سمى الرواية الخيرة لرجل المستحيل "الوداع". الغريب في الأمر ان الرواية ستصدر في الكويت عن طريق دايموند بوك للنشر و ذلك حصريا قبل ان نجدها في السوق المصري!! ايضا أحمد خالد توفيق أعلن ان العدد الثامنين سيكون اخر اصدار من رائعته ما وراء الطبيعة.

· الكاتبين اعزوا سبب التوقف في هذه الروايات لانتهاك حقوق الملكية الفكرية لروايتهما عبر الانترنت, عن طريق نشرهما في المنتديات المتخصصة. ايضا هناك اسباب اخرى منها ان ثقافة المشاهدة قد اصبحت منتشرة و ان الافكار اصبحت مستهلكة بشكل كبير. ايضا ان تترك العمل و هو في قمة مجده يجعله خالدا اطول فترة ممكنة.

· بعد انتهاء الندوة قررت التجوال في المعرض بغرض اجتياز الوقت حتى الساعة الخامسة ميعاد حفل توقيع الكتاب الجديد للدكتور جلال أمين بعنوان مصر و المصريين في عهد مبارك. تجولت في عدة اجنحة مختلفة, الشروق, نهضة مصر و التي تميزت هذا العام بعرضها نسخة معربة من رائعة جون رونالد تولكين الخالدة "سيد الخواتم". ثم تجولت في في الدار المصرية اللبنانية و التي لم أجد ما يشدني بها سوى الرواية الناجحة "ربع جرام" و لقاء تلفزيوني مع روائية جديدة كل ما أتذكره عنها انها ابنة مفيد فوزي.

· أكثر ما أرهقني على الاطلاق هو العثور على دار ميريت في صالة 4 لقد قمت دون ادنى مبالغة بمسح الصالة 4 مرات دون أن اجد جناح دار ميريت. أخيرا كان لطف الله في أقداره حيث وصلت عقارب الساعة الى الخامسة و جدت مجموعة كبيرة من الناس ملتفة حول شخص ما. أخيرا وجدت جلال أمين و عن طريقه وجدت جناح دار ميريت المفقود. أخيرا اكتشفت ان القائمون على الجناح قد اكتفوا بيافطة عبارة عن ورقة A4 متهاوية مكتوب عليها دار ميريت, و عليك عزيزي القارئ الا تستغرب الا تجد دار ميريت.

· عندما اقتربت من دار ميريت كان اللقاء التاريخي لي بواحد من أكثر من تعتز انك تقابلهم في حياتك كلها, جلال أمين. كنت واقف في طابور انتظر دوري في التوقيع عندما لاحظت ابتسامة الرجل الابوية و مداعبته اللطيفة لكل من يمضي له الكتاب. ساله من كان قبلي مباشرة ان كان بامكانه ان يتواصل معه, فاعطه المؤلف الرائع رقم تليفونه الشخصي بكل اريحية و عندما سأله القاريء عن رقم هاتفه الجوال, كانت المفاجأة, جلال أمين لا يمتلك هاتف جوال!

· جاء دوري الآن لكي انال شرف توقيع جلال أمين. سألني بمنتهى الادب و التواضع "أسم حضرتك؟", تلجم لساني و لم أعرف كيف أرد. تخيل أن يسألك شخص لم تحلم في حياتك ان تقابله عن اسمك و يخاطبك بمنتهى التودد و يقول لك "حضرتك". أخبرته باسمي و انا مسحور بشخصيته الجذابة. و دار حوار قصير بيني و بينه عندما أخبرته عن ظني اننا باحتياج لتحديث لكتابه الرائع "ماذا حدث للمصريين" و ذلك لان الكتاب عندما نشر لأول مرة كان في منذ أكثر من عشرة أعوام و ان السنوات العشرة الأخير حصل فيها ما يستحق ان نلتفت له من خلال عين اكاديمية قديرة كتلك التي يمتلكها الرائع جلال أمين. فرد عليها بشيئ من التلطف انه بالفعل قد قام بشيء من هذا في كتابه "عصر الجماهير الغفيرة" و انه يفعل الشيء نفسه في هذا الكتاب الجديد الوليد و انه يتعرض لكل المظاهر التي تعرضت فيها مصر في عهد حسني مبارك.

· بعد هذا اللقاء الأسطوري الخالد , بالنسبة لي طبعا, كان لي فرصة أخرى رماها القدر لي حيث و جدت أحمد خالد توفيق في الجناح, تناولت هذه الفرصة بشئ من الانتهازية و قمت بالتسليم عليه عبى روقان و لم استغرب من تواضعه في انهم لم ينهرني بشيء من العصبية المتوقعة من الأخرين "المشهورين" من الفنانين اللي لا ليهم في الطور و لا في الطحين.

· بعد كل هذه الأحداث في هذا اليوم الواحد. توجهت ال بيتي و ان شديد الانشكاح و من كثر السعادة كنت أشعر اني أطير ماشيا. كان يوما مشهودا في حياتي سوف أتذكره دائما لمعرض الكتاب.


قائمة الكتب

· ثقوب في الضمير , د. أحمد عكاشة , دار الشروق.

· واحة الغروب , بهاء طاهر , دار الشروق.

· ماذا علمتني الحياة, د. جلال أمين, دار الشروق.

· الحرب في بر مصر , يوسف القعيد, دار الشروق.

· محمد صلى الله عليو وسلم, توفيق الحكيم, دار الشروق.

· لا أحد ينام في الأسكندرية, ابراهيم عبد المجيد, دار الشروق.

· محمد رسول الحرية, عبد الرحمن الشرقاوي, دار الشروق.

· كلمات في الوسطية الاسلامية, يوسف القرضاوي, دار الشروق.

· وقوف متكرر, محمد صلاح العزب, دار الشروق.

· شخصيات مصرية فذة, د.جلال أمين, دار الشروق.

· دعاة يحكمون عقول المصريين, محمد فتحي, دار كيان.

· قصة تكملها أنت, أحمد خالد توفيق و آخرون, دار ليلى و دايموند بوك.

· مصر المفروسة, د.محمود عطية, دار العين للنشر.

· مصر على كف عفريت, جلال عامر, دار العين للنشر.

· مصر و المصريون في عهد مبارك, د.جلال أمين, دار ميريت.

· عبقري آخر (سلسلة فانتازيا), د.أحمد خالد توفيق, المؤسسة العربية الحديثة.

· فلننقذ الدوتشي (سلسلة فانتازيا), د.أحمد خالد توفيق, المؤسسة العربية الحديثة.

· أسطورة شبه مخيفة (سلسلة ما وراء الطبيعة), د.أحمد خالد توفيق, المؤسسة العربية الحديثة.

· الهجوم (سلسلة رجل المستحيل), د.نبيل فاروق, المؤسسة العربية الحديثة.

· البحث عن السادات, يوسف إدريس, دار نهضة مصر.

· كناسة الدكان ,يحيى حقي, دار نهضة مصر.

· عبقري الاصلاح و التعليم الامام محمود عبده , عباس محمود العقاد, دار نهضة مصر.

· ابو الشهداء الحسين ابن علي , عباس محمود العقاد, دار نهضة مصر.