Tuesday, January 27, 2009

زيارة لمعرض الكتاب - قصاقيص الجزء الأول



قررت أن ألغي برنامجي المقرر مسبقا أماس لكي أتمكن من حضور معرض القاهرة الدولي للكتاب المعروف عندنا مسبقا "معرض الكتاب". كنت أريد أن ألحق المعرض هذا العام بدري بدري. سأحاول أن أروي ما حصل لي من خلال القصاقيص الآتية:

على الرغم من اليوم كان سبت, يعني مش كل الناس أجازة, الا اني واجهت مشكلة صعبة جدا حتى أجد مكان لكي أستطيع أن أركن سيارتي المتواضعة. و أخيرا عندما أستطعت أن أجد مكان ما وجدت من يجري ناحيتي من بعيد. يا بيه 2 جنيه يا باشا. لييه؟؟ علشان البركن و"آمان العربية". طبعا لما سمعت آمان و الرجل شكله هو و الجماعة اللي معاه وخدين الشارع اللي أمام معرض الكتاب كله "بلطجة", قلت يا عم ملعون أبوها 2 جنيه ترضخ بها أمام هذا البلطجي علشان متلقيش العربية حصل فيها حاجة!

عندما دخلت معرض الكتاب و ككل سنة و تجربة ماضية أول مكان لازم أدخله هو جناح مكتبة مدبولي, الرجل الذي أفتقدناه هذا العام لوفاته ورحل عن عالمنا بعد ما ترك في عالمنا نحن المثقفين و أهل القراءة بصمة واضحة. لم أجد شئ يشدني بشكل كامل الا كتاب "مصر ليست أمي" للكاتب أسامة غريب.

ثم بعد مدبولي كانت زيارتي التالية للمكان الذي أعشقه في أي مكان اذهبه, جناح دار الشروق. يمكن على عكس مكتبة مدبولي, كانت عدد الكتب المتاحة ليس كثيرة مثل المتواجدة في مدبولي الا ان دار الشروق هي المكان الذي يحتوي على الأرقى من الكتب حتى اني قد قمت بشراء باقي الكتب من دار الشروق و قد أكتفيت.

من المفارقات اللطيفة في زيارتي لجناح دار الشروق, كان لي مخطط أن أشتري ثلاثية خيري شلبي "ثلاثية الأمالي" فوجدت على رفوف الجناح الكتاب الأول و الثالث فقط. شككت أن الكتاب الثاني "و ثانينا الكومي" قد يكون غائبا في هذا الجزء من الجناح الا انني لاحظت غيابه من وسط شقيقيه في الثلاثية في بقية أرجاء الجناح.

بعد خروجي من دار الشروق رأيت شئ كاد يصيبني بأزمة قلبية, حاول أن تتخيل معي هذا المشهد, علاء الأسواني, خيري شلبي و بهاء طاهر واقفين مجتمعين أمام باب معرض الجامعة الأمريكية بالقاهرة. للأسف لم استطع ان أفعل أي شيء مثل أن يوقعوا لي على كتاب مثلا, أو أن أخذ تصويرة أو شئ من هذا القبيل. ذلك لأني من النوع القليط المكسوف الذي لن يجرأ على فعل أن يطلب هذا الشيء, بالاضافة الى اني من أنصار الحرية الشخصية, يعني لو الناس واقفين مع بعضهم يتعاطوا النيكوتين ولا حاجة ميجيش عازول يقطع عليهم ولا حاجة.

من الأمور اللافتة لي بشكل كبير هو تجمع أكبر عدد من الطبقات المتناقضة من المجتمع في المعرض. هناك تجد مسلمون ملتحون, غالبا ما يبحثون عن الكتب الدينية المتخصصة و أمهات الكتب الدينية مثل صحيح بخاري, و أيضا تجد طبقة المتحررون و الذين يبحثون غالبا عن كل ما هو جديد في الفن و الثقافة خصوصا بلغات أخرى مثل الانجليزية. و تجد أطفالا لهم براءة في وجوههم سعداء بالكتب الملونة المزركشة المفرحة التي أختارتها أمهاتهم بعناية لتناسب إهتماماتهم. و تجد أناس لم يأتو أساسا بغرض الكتاب, و لكن لأغراض أخرى قد تكون أهمها الفسحة!

في طريق للخروج مررت بجناح الجامعة الأمريكية مرة أخرى قررت القاء نظرة مرة أخرة على الجناح لعل و عسى ان أجد لفيف الكتاب الذين كنت قد رأيتهم من ساعة. لم أجد هذه المرة الا علاء الأسواني كان يوقع أهداء لبعض القراء. جلس عقلي يوسوس لي بأن أفعل شيء حتى أحظى بتوقيعه انا أيضا و أن أعبر له عن مدى إهتمامي بكتاباته, حتى إنني قررت أن أشتري شيكاغو التي لم أجد منها سوى النسخة الانجليزية. في النهاية وجدت نفسي أستعيل نفسي جدا وقررت أن أجلها لفرصة أفضل فيما بعد من العمر.


لظروف الأرهاق في هذة الزيارة , فقد أكتفيت بما أشتريته و لم أكثر التجوال على رغبة مني لتكرار التجربة مرة أخرى في الرابع من فبراير لحضور ندوة ثقافية تجمع معظم كتاب روايات مصرية للجيب و على رأسهم نبيل فاروق و أحمد خالد توفيق و آخرون. يهيئ لي ساحاول ساعتها أن أدقق في المعرض بصفة عامة.